شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
صفات العظمة والكبرياء لله تعالى
قال: رحمه الله تعالى حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا إسحاق اسم> بن ... قال: حدثنا المضاء بن الجارود اسم> عن عبد العزيز اسم> عن أنس بن مالك اسم> رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> تعظيم الرب وثناء عليه العزة لله، والجبروت لله، والعظمة لله، والكبرياء لله، والسلطان لله، والملك لله، والحكم لله، والنور لله، والعزة لله، والقوة لله، والتسبيح لله، والتقديس لله رب العرش العظيم ما أعظم شأنك، وأفخر ملكك، وأعلى مكانك، وأقربك من خلقك، وألطفك بعبادك، وأرفعك لسرك، وأمنعك في عزتك أنت أعظم وأجل، وأسمع، وأبصر، وأعلى وأكبر، وأظهر، وأشكر، وأعفى وأقدر، وأعلم وأخبر، وأعز وأكرم، وأبر، وأرحم، وأبهى، وأحمد، وأنجد وأمجد، وأجود وأنور، وأسرع وألطف، وأقدر وأمنع، وأعطى وأقهر، وأحكم وأفضل، وأحسن وأجمل، وأكمل من أن يدرك عبادك عظمتك تبارك الله رب العالمين رسم> .
قال: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب اسم> قال: حدثنا أحمد بن بديل اسم> قال: حدثنا إسحاق بن سليمان اسم> قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس اسم> عن ميسرة اسم> رضي الله عنه قال: ما التفت الخالق إلى خلقه قط منذ خلقهم لم ينظر إليهم أمامه ولا يمينا ولا شمالا وإنما يلتفت الذي يعيه الشيء.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد القيسي اسم> قال: حدثنا محمد بن إسحاق اسم> قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: سمعت مضاء اسم> يقول:قد رأى خلقه قبل أن يخلقهم كما رآه بعد ما خلقهم.
قال: حدثنا إسحاق بن أبي حسان اسم> قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري اسم> قال: سمعت محمودا اسم> يقول: سبحان من لا يمنعه عظيم سلطانه أن ينظر إلى صغير سلطانه.
قال: حدثنا عبد الله بن عبد الكريم الرازي اسم> قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم اسم> قال: حدثنا حجاج بن محمد اسم> قال: أخبرني عبد الرحمن المسعودي اسم> عن عون بن عبد الله اسم> عن عتبة اسم> رحمه الله تعالى أنه كان يقول في مناجاته:
رب ما أحكمك، وأمجدك، وأجودك، وأرأفك، وأرحمك، وأعلاك، وأقربك، وأقدرك، وأقهرك، وأوسعك، وأفضلك، وأبينك، وأنورك، وأبهاك، وأحضرك، وألطفك، وأخيرك، وأعلمك، وأشكرك إلى ترك العجلة، وأحلمك، وأحكمك، وأعظمك، وأكرمك. رب ما أرفع حجتك، وأكثر مدحتك. رب ما أبين كتابك، وأشد عقابك. رب ما أكرم شأنك، وأحسن ثوابك. رب ما أجزل عطاءك، وأجل ثناءك. رب ما أحسن بلاءك، وأسبغ نعماءك. رب ما أعلى مكانك، وأعظم سلطانك. رب ما أعز ملكك، وأتم أمرك. رب ما أمتن كيدك، وأغلب مكرك. رب ما أعظم عرشك، وأشد بطشك. رب ما أوسع كرسيك، وأهدى مهديك. رب ما أعز نصرك، وأقرب فتحك رب ما أعز بلادك، وأكثر عبادك، رب ما أوسع رحمتك، وأعرض جنتك، رب ما أوسع رزقك، وأزيد شكرك. رب ما أسرع فرجك، وأحلم صنعك. رب ما ألطف خيرك، وأقوى أمرك. رب ما أبرد عفوك، وأحلى ذكرك. رب ما أعدل حكمك، وأصدق قولك. رب ما أوفى عهدك، وأنجز وعدك. رب ما أحضر نفعك، وأتقن صنعك.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن المتوكل الحمصي اسم> قال: حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج اسم> عن صفوان بن عمرو اسم> عن شريح بن عبيد اسم> رحمه الله تعالى أنه كان يقول: ارتفع إليك ثغاء التسبيح، وارتفع إليك وقار التقديس سبحانك ذا الجبروت. بيدك الملك، والملكوت، والمفاتيح، والمقادير، وملكك الدنيا والآخرة. تعاليت وتجبرت في مجلس وقار كرسي عرشك. ترى كل عين، وعين لا تراك تدرك كل شيء، وشيء لا يدركك.
قال: عمر بن بحر الأسدي اسم> سمعت ذا النون المصري اسم> رحمه الله تعالى يقول: أشرق لنوره السماوات، وأنار لوجهه الظلمات، وحجب جلاله عن العيون ووصل بها معارف العقول، وأنفذ إليه أبصار القلوب، وناجاه على عرشه ألسنة الصدور.
قال: حدثنا عيسى بن محمد الداري اسم> قال: حدثنا مصعب بن إبراهيم الزبيري اسم> قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن معن اسم> عن عثمان بن العلاء اسم> عن سلمة بن وردان اسم> عن أسامة بن زيد اسم> رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رسم> سبحان الذي لا إله غيره؛ الإله العالم الدائم الذي لا ينفد، القائم الذي لا يغفل؛ بديع السماوات والأرض، المبدع غير المبتدع، خالق ما يرى وما لا يرى، عالم كل شيء بغير معلم رسم> .
قال: حدثنا عبدان العسكري اسم> قال: حدثنا أحمد بن الخليل اسم> .
قال: حدثنا عبيد الله بن محمد التميمي اسم> قال: حدثنا أبي عن سعيد الأزرق اسم> رحمه الله تعالى قال: دخلت مكة اسم> ليلا فبدأت بالمسجد، ودخلت الطواف فبينا أنا أطوف إذ أنا بامرأة في الحجر رافعة يديها ملتزمة البيت قد علا تسبيحها، فدنوت منها وهي تقول:
يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الأوهام والظنون، ولا تغيره الحوادث، ولا يصفه الواصفون، ولا يخاف الغوابر، ولا مغيبات العواقب، عالم بمثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار والأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، لا يواري منه سماء سماء ولا أرض أرضا ولا جبل ما في وعره، ولا بحر ما في قعره. استكانت لعظمته جوامع الأمم، وتذللت لهيبته السماوات والأرضون. أسألك أن تجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك مَنّا منك وطَوْلا يا ذا الجلال والإكرام، ثم صرخت وغشي عليها.
قال: حدثنا محمد بن عبد الله العاصمي اسم> قال: أنبأنا محمد بن زكريا الغلابي اسم> قال: حدثنا مهدي بن سابق اسم> قال: قدم قوم من وراء النهر على علي بن موسى اسم> فقالوا: نسألك عن مسائل لا يعلمها إلا عالم، فقال: سلوا عما شئتم قالوا: أخبرنا عن الحور العين مم خلقن؟ وعن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة ما أول ما يأكلون منها؟ وعن معتمد رب العالمين عز ذكره أين كان؟ وكيف كان إذ لا أرض ولا سماء ولا شيء؟
فقال: أما الحور العين فإنهن خلقن من زعفران، والتراب لا يبقى، وأما أهل الجنة فإنهم يأكلون أول ما يدخلونها من كبد الحوت الذي عليه الأرض. وأما معتمد رب العالمين عز ربنا وجل فإنه هو أين الأين، وكيف الكيف ولا كيفية له، وكان معتمده على قدرته سبحانه وتعالى.
فقالوا: نشهد أنك عالم أهل الأرض فقال: الحمد لله الذي لا يحس، ولا يمس، ولا يجس، ولا تدركه الحواس الخمس، ولا تصفه الأوهام ولا تبلغه العقول. لم تر ربنا العيون فتخبر بجيوثيته، أو أينونيته، أو محدوديته، أو كيفوفيته هو العلي الأعلى حيث ما ينبغي يوحد. الحمد لله الذي بستره جمعنا ولو كان للذنب ريح ما جالسنا أحد .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث اسم> قال: حدثنا هدبة اسم> قال: حدثنا حماد بن سلمة اسم> عن الزبير أبي عبد السلام اسم> عن أيوب بن عبد الله بن مكرز اسم> عن ابن مسعود اسم> رضي الله عنه قال: إن ربكم تبارك وتعالى ليس عنده ليل ولا نهار نور السماوات من نور وجهه.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا أحمد بن سعيد اسم> قال: أنبأنا ابن وهب اسم> عن عبد الله بن عياش اسم> عن زيد بن أسلم اسم> في قوله عز وجل: رسم> اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> نور على نور يضيء بعضه بعضا.
قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم اسم> قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد اسم> قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا الأوزاعي اسم> قال: سمعت حسان بن عطية اسم> رحمه الله تعالى يقول: من حلمك وعلمك ورفقك سترك ما شئت من خلقك، ولولا ذلك لم يسترك شيء، ومن حلمك ورفقك وعلمك وسعك ما شئت من خلقك، ولولا ذلك لم يسعك شيء ومن حلمك وعلمك ورفقك حملك ما شئت من خلقك ولولا ذلك لم يطق حملك شيء.
قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة اسم> قال: حدثنا عمرو بن مالك الراسبي اسم> قال: حدثنا فضيل بن سليمان اسم> قال: حدثنا موسى بن عقبة اسم> قال: أخبرني عطاء بن أبي مروان الأسلمي اسم> عن أبيه عن كعب اسم> عن صهيب اسم> رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رسم> اللهم إنك لست بإله استحدثناه، ولا برب يبيد ذكره، ولا كان معك إله ندعوه ونتضرع إليه، ولا أعانك على خلقك أحد فنشك فيك رسم> فقال: كعب اسم> هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو. يعني داود اسم> عليه السلام.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم اسم> قال: حدثنا محمد بن سعد اسم> قال: أبو عامر اسم> كذا في الأصل، والصواب العوفي اسم> قال: حدثني أبي قال: حدثنا الحسين اسم> عن أبيه عن جده عن ابن عمر اسم> و أبي سعيد اسم> رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> لا يزال الناس يسألون عن كل شيء حتى يقولوا: هذا الله كان قبل كل شيء، فماذا كان قبل الله؟ فإن قالوا لكم ذلك، فقولوا: هو الأول قبل كل شيء فليس بعده شيء، وهو الظاهر فوق كل شيء، وهو الباطن دون كل شيء وهو بكل شيء عليم رسم> .
قال: حدثنا محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا أبو حذيفة اسم> قال: حدثنا شبل اسم> قال: قال: ابن أبي نجيح اسم> قال عطاء: اسم> نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة اسم> رسم> وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ قرآن> رسم> فقالت كفار قريش بمكة اسم> كيف يسع الناس إله واحد فأنزل الله عز وجل رسم> إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> إلى قوله تعالى: رسم> لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ قرآن> رسم> وبهذا تعلمون أنه إله واحد، وإله كل شيء وخالق كل شيء.
تدل هذه الآثار وهذه الأحاديث على أن السلف رحمهم الله يروونها، ويقصدون بذلك استحضار عظمة الخالق سبحانه، وأنه لا أكبر منه هو الكبير المتعال، وهو العلي فوق عباده وفوق كل شيء، وهو الغني فلا أغنى منه ولا أكبر ولا أجل ولا أكرم منه، وأن صفاته التي وصف بها نفسه أنها أكبر وأعلى من وصف كل موصوف. فله من كل صفة أعلاها.
فله الكبرياء وحده كما مر بنا الحديث الذي قال فيه. الحديث الذي يقول الله فيه هو حديث قدسي: رسم> العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما عذبته متن_ح> رسم> فالعظمة يعني أن له العظمة فلا أعظم منه، وكل عظيم من المخلوقات فإنه يعتبر حقيرا بالنسبة إلى عظمة الخالق. أي: تصغر المخلوقات وتحقّر أمام عظمته، وكذلك أيضا له الكبرياء وحده. أي: هو الكبير، ولذلك يعلن هذا الوصف كما في الأذان وكما في الإقامة والصلاة، يكرر الله أكبر حتى يستحضر العباد أن الله أكبر من كل شيء، وإذا كان أكبر من كل شيء، فإن كل شيء صغير وحقير بالنسبة إلى عظمته.
مسألة>